الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ }

هذا خطاب لهؤلاء الكفار الذين ذكرهم بأنهم لا يؤمنون إلا وهم مشركون، وتوبيخ لهم وتعنيف، وان كان متوجهاً الى غيرهم، فهم المعنون به، يقول: أفامن هؤلاء الكفار ان تجيأهم غاشية من عذاب، وهو ما يتغشاهم من عذابه. والغاشية ما يتجلل الشيء بانبساطها عليه، يقال: غشيه يغشاه، فهو غاش، وهي غاشية أو: تجيأهم القيامة بغتة أي فجأة. والبغتة والفجأة والغفلة نظائر، وهي مجيء الشيء من غير تقدمة. قال يزيد بن مقسم الثقفي:
ولكنهم باتوا ولم ادر بغتة   وافظع شيء حين يفجؤك البغت
والساعة مقدار من الزمان معروف، وسمي به القيامة لتعجيل أمرها، كتعجيل الساعة.

وقوله { وهم لا يشعرون } معناه لا يعلمون بمجيئه، فلذلك كان بغتة. والشعور إِدراك الشيء بما يلطف، كدقة الشعر يقال: شعر به يشعر شعوراً واشعره بالامر اشعاراً، ومنه اشتقاق الشاعر لدقة فكره.