الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ }

معنى (كأين) كم. والاصل فيها (أي) فدخلت عليها الكاف للتفخيم بالابهام، وتقديره كالعدد، فهو أبهم من نفس العدد، لما فيه من التكثير والتفخيم، وغلبت على (كأين) (من) دون (كم) لان (كأين) أشد إبهاماً، فاحتاجت الى (من) لتدل على ان ما يذكر بعدها تفسير لها.

اخبر الله تعالى ان في خلق السموات والارض آيات، ودلالات كثيرة تدل على ان لها صانعاً صنعها، ومدبراً دبرها، وعلى صفاته، وعلمه، وحكمته، وأنه لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء، وهو ما فيها من تدبير الشمس والقمر والنجوم والجماد والحيوان، وما بينهما من الاشجار والنبات، وغير ذلك من الأمور الظاهرة للحواس المدركة بالعيان. وقال الحسن: من الآيات اهلاك من اهلك من الأمم الماضية، يعرضون عن الاستدلال بها عليه وعلى ما يدلهم عليه من توحيده وحكمته، مع مشاهدتهم لها ومرورهم عليها.