الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَهْطِيۤ أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَٱتَّخَذْتُمُوهُ وَرَآءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }

هذا حكاية ما قال شعيب لقومه حين قالوا { لولا رهطك لرجمناك } يا قوم اعشيرتي وقومي أعز عليكم من الله. والاعز الأقوى الامنع. والاعز نقيض الاذل، والعزة نقيض الذلة والعزيز نقيض الذليل.

وقوله { واتخذتموه وراءكم ظهرياً } فالاتخاذ اخذ الشيء لامر يستمر في المستأنف كاتخاذ البيت واتخاذ المركوب، والظهري جعل الشيء وراء الظهر قال الشاعر:
وجدنا نبي البرصاء من ولد الظهر   
وقال آخر:
تميم بن قيس لا تكونن حاجتي   بظهر ولا يعيا علي جوابها
وقيل فيما تعود الهاء اليه من قوله { اتخذتموه } ثلاثة اقوال: فقال ابن عباس والحسن: انها عائدة على الله. وقال مجاهد: هي عائدة على ما جاء به شعيب. وقال: الزجاج: هي عائدة على أمر الله.

وقوله { إن ربي بما تعملون محيط } قيل في معناه ها هنا قولان:

احدهما - انه محص لاعمالكم لا يفوته شيء منها.

الثاني - انه خبير باعمال العباد ليجازيهم بها - ذكره الحسن - قال سفيان كان شعيب خطيب الأنبياء.