الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ }

اخبر الله تعالى انه أرسل شعيباً - أخا مدين - اليهم نبياً، وانما سمى شعيباً أخاهم، لأنه كان من نسبهم. وقيل: انهم من ولد مدين بن ابراهيم. وقيل ان مدين اسم القبيلة او المدينة التي كانوا فيها - في قول الزجاج - فعلى هذا يكون التقدير، والى أهل مدين أخاهم كما قال { واسأل القرية } فقال لهم شعيب: يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له، فانه ليس لكم إله يستحق العبادة سواه، ونهاهم ان يبخسوا الناس فيما يكيلوا به لهم ويزينونه لهم، وقال لهم إني أراكم بخير، يعني برخص السعر، وحذرهم الغلاء - في قول ابن عباس والحسن - وقال قتادة وابن زيد: اراد بالخير زينة الدنيا والمال. وقال لهم { إني أخاف عليكم عذاب يوم محيط } يعني يوم القيامة، لانه يحيط عذابه بجميع الكفار في قول الجبائي، فوصف اليوم بالاحاطة، وهو من نعت العذاب في الحقيقة، لأَن اليوم محيط بعذابه بدلاً من إحاطته بنعيمه، وذلك أظهر في الوصف وأهول في النفس. والنقصان اخذ الشيء عن المقدار والزيادة ضم الشيء الى المقدار، وكله خروج عن المقدار أو نقصه عنه. والوزن تعديل الشيء بغيره في الخفة والثقل بآلة التعديل، وإذا قيل شعر موزون معناه معدل بالعروض.