في هذه الآية حكاية عما قالت الملائكة لامرأة ابراهيم حين تعجبت من ان تلد بعد الكبر، فانهم قالوا لها { أتعجبين من أمر الله } وهذه الألف للاستفهام ومعناها ها هنا التنبيه، وليست الف انكار، وانما هي تنبيه وتوقيف. والعجب يجري على المصدر وعلى المتعجب منه كقولك: هذا أمر عجب، ولا يجوز العجب من أمر الله، لأنه يجب ان يعلم انه قادرعلى كل شيء من الاجناس، لا يعجزه شيء، وما عرف سببه لا يعجب منه. وقوله { رحمة الله وبركاته عليكم } يحتمل معنيين: احدهما - الدعاء لهم بالرحمة والبركة. الثاني - التذكير بنعمة الله وبركاته عليهم، والإخبار لهم بذلك. وقوله { أهل البيت } يدل على ان زوجة الرجل تكون من أهل بيته في - قول الجبائي - وقال غيره إنما جعل سارة من أهل البيت لما كانت بنت، عمه على ما قاله المفسرون. وقوله { إنه حميد مجيد } معناه مستحمد الى عباده. وقال ابو علي: يحمد المؤمنين من عباده، والمجيد الكريم - في قول الحسن - يقال: مجد الرجل يمجد مجداً اذا كرم قال الشاعر: