الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ }

حكى الله تعالى في هذه الآية ما أجاب به صالح قومه ثمود بأن قال لهم { أرءيتم إن كنت على بينة } أي حجة من ربي ودليل من جهته. ولا مفعول لـ (رأيتم) لأنه يلغى كما يلغى اذا دخل عليه لام الابتداء في قولك (رأيت لزيد خير منك) فكذلك الجزاء. وجواب (إن) الاولى الفاء، وجواب (إن) الثانية محذوف، وتقديره ان عصيته فمن ينصرني، إلا انه يستغني بالاول، فلا يظهر. وقوله { فمن ينصرني من الله إن عصيته } صورته صورة الاستفهام، ومعناه النفي كأنه قال فلا ناصر لي من الله ان عصيته، ومعنى الكلام أعلمتم من ينصرني من الله ان عصيته بعد بينة من ربى ونعمة، وانما جاز إلغاء (رأيت) لانها دخلت على جملة قائمة بنفسها من جهة انها تفيد لو انفردت عن غيرها، و (من) يتعلق بمعناها دون تفصيل لفظها.

وقوله { فما تزيدونني غير تخسير } قيل في معناه ثلاثة اقوال:

احدها - ليس تزيدونني باحتجاجكم بعبادة آبائكم اي ما تزدادون انتم الا خساراً، هذا قول مجاهد.

والثاني - قال قوم: تزيدونني لانهم يعطونه ذاك بعد اول امرهم.

الثالث - قال الحسن معناه ان اجبتكم الى ما تدعونني اليه كنت بمنزلة من يزداد الخسران.

وقال اخرون معناه ما تزيدونني على ما انا عندكم الا خساراً.