الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ }

في هذه الآية دلالة على صحة النبوة، لانه قال لقوم من اهل البأس والنجدة { كيدوني جميعاً ثم لا تنظرون } اي لا تمهلوني ثقة بأنهم لا يصلون اليه بسوء، لما وعده الله (عز وجل) من العز والغلبة. ومثله قال نوح لقومهفأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون } وقال نبينا (صلى الله عليه وسلم) " فان كان لكم كيد فكيدون ".

والفرق بين الانظار والتأخير ان الانظار امهال لينظر صاحبه في امره، والتأخير خلاف التقديم من غير تضمين.

وفي هذه الاية تضمين بما قبلها، لان التقدير اني بريء مما تشركون من دونه، وها هنا يحسن الوقف ويحسن ايضاً ان يقف على قوله { تشركون } كان ذلك وقفاً كافياً، لانه يحسن الوقف عليه، ولا يحسن استئناف ما بعده. واما الوقف التام فهو الذي يحسن الوقف عليه ويحسن استئناف ما بعده نحو قولهوإياك نستعين } ثم يستأنفاهدنا الصراط المستقيم } والكيد طلب الغيظ بالسر وهو الاحتيال بالسر، تقول: كاده يكيده كيداً وكايده مكايدة مثل غايظه مغايظة.