الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ }

فأجابهم نوح عليه السلام عما قالوه فقال: إنما يأتي بالعذاب الله تعالى دون غيره يأتي به متى يشاء، ولستم تفوتونه هرباً. ومعنى { إنما } اختصاص ما ذكر لمعنى دون غيره، تقول: إنما زيد كريم أي هو كريم دون غير. وإنما دخل { إنما } بمعنى الاختصاص بالمذكور دون غيره؛ لأنها لتحقيق المعنى: ومن تحقيقه أن يكون لها دون غيره إذ المشرك لم يحقق على شيء بعينه، وإذا دخلت { إنما } هذه على (اسم) كان الاسم مرفوعاً، لأن (ما) كافة للعامل، ولولا ذلك لما دخلت على الفعل، والاعجاز هو الفوت بالهرب. وفي الاية دلالة على أن المجادلة تقوم بها الحجة على مخالف الحق، لأنه لو لم تقم بها الحجة ما جادلهم نوح ولما قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وآلهوجادلهم بالتي هي أحسن }