الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّلاَقُواْ رَبِّهِمْ وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ }

في هذه الآية حكاية ما قال نوح لقومه أي لا أطلب منكم مالا أجراً على الرسالة ودعائكم إلى الله فتمتنعون من إجابتي بل أجري وثوابي في ذلك على الله.

وقوله { وما أنا بطارد الذين آمنوا } معناه إني لست أطرد المؤمنين من عندي ولا أبعدهم على وجه الاهانة. وقيل: انهم كانوا سألوه طردهم ليؤمنوا أنفة أن يكونوا معهم على سواء، ذكره ابن جريح والزجاج - وقوله { إنهم ملاقوا ربهم } اخبار بأن هؤلاء المؤمنين ملاقوا جزاء ربهم بعقاب من طردهم. في قول الزجاج. وقوله { ولكني أراكم قوماً تجهلون } معناه أراكم تجهلون انهم خير منكم لايمانهم بربهم وكفركم به.

وقال قوم: إنهم قالوا له إن هؤلاء اتبعوك طمعاً في المال على الظاهر دون الباطن، فقال لهم نوح انهم ملاقوا جزاء اعمالهم فيجازيهم على ما يعلم من بواطنهم وليس لي الا الظاهر احملهم على ظاهر الايمان فانتم تجهلون ذلك.