الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ }

يحتمل (أن) في قوله { أن لا تعبدوا } أمرين:

احدهما - أن يكون بمعنى المصدر كقولك كتبت اليه أن لا تخرج بالجزم وكان يجوز في العربية أن لا تعبدون على الوجه الأول، وهو الاخبار بأنهم لا يعبدون كما تقول: كتبت اليه أن لا تخرج أي بأنك لا تخرج. و { أن لا تعبدوا } في موضع نصب وتقديره فصلت آياته بأن لا تعبدوا او لئلا تعبدوا.

والثاني - يحتمل أن يكون المعنى أمرتم بأن لا تعبدوا، فلما حذف الباء نصب بعدها، ومعنى (إلا) في الآية ايجاب للمذكور بعدها وهو ما نفي عن كل ما سواه من العبادة وهي التي تفرغ عامل الاعراب لما بعدها من الكلام. وقوله { إني لكم منه نذير وبشير } اخبار أن النبي صلى الله عليه وآله مخوف من مخالفة الله وعصيانه بأليم عقابه مبشر بثواب الله على طاعاته واجتناب معاصيه، والنذارة اعلام موضع المخافة ليتقى، ونذير بمعنى منذر كأليم بمعنى مؤلم. والبشارة اعلام بما يظهر في بشرة الوجه به المسرة وبشير بمعنى مبشر. وقوله { وأبشروا بالجنة } معناه واستبشروا.