الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }

اخبر الله تعالى انه بما فعله بالامم التي أهلكها لم يظلم احداً منهم، ولكن ظلموا هم انفسهم بأن ارتكبوا المعاصي التي استحقوا بها الهلاك فكان ذلك ظلمهم لانفسهم، وبين انه { ما أغنت عنهم آلهتهم } يعني الاوثان التي كانوا يعبدونها من دون الله ما دفعت عنهم ولا اعانتهم بشيء لما جاء امر الله واهلاكه وعذابه { وما زادوهم غير تتبيب } بمعنى غير تخسير - في قول مجاهد وقتادة - مأخوذ من تبت يده أي خسرت، ومنه تباً له، وقال جرير:
عرادة من بقية قوم لوط   ألا تباً لما فعلوا تبابا
وانما قال يدعون من دون الله، لانهم كانوا يسمونها آلهة ويطلبون الحوائج منها، كما يطلب الموحدون من الله. ومعنى { من دون الله } مَن منزلته ادنى من منزلة عبادة الله، لانه من الأدون، وهو الأقرب الى جهة السفلى.