الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ }

أقسم الله تعالى في هذه الآية أنه لو أحل بالانسان { نعماء بعد ضراء مسته } لان الهاء كناية عن الانسان الذي مضى ذكره، والنعماء إنعام يظهر أثره على صاحبه والضراء مضرة تظهر الحال بها؛ لأنها أخرجت مخرج الأحوال الظاهرة كحمراء وعوراء مع ما فيها من المبالغة. ومعنى { مسته } نالته. وقوله { ليقولن ذهب السيئات عني } أي يقول عند نزول النعماء به بعد أن كان في ضدها من الضراء: دهبت الخصال التي تسوء صاحبها من جهة نفور طبعه أو عقله، وهو - ها هنا - بمعنى المرض والفقر، ونحو ذلك. وقوله { إنه لفرح فخور } إخبار منه تعالى أن الانسان فرح فخور. والفرح انفتاح القلب بما يلتذ به وضده الغم، ومثله السرور والمرح. والفرح لذة في القلب أعظم من ملاذ الحواس، والفخور المتطاول بتعديد المناقب، وفخور كثير الفخر، وهي صفة ذم إذا اطلقت لما فيه من التكبر على من لا يجوز أن يتكبر عليه. وقيل: للعالم أن يفخر على الجاهل بالعلم لتعظيم العلم وتحقير الجهل، ولذلك تفخر النبي على الكفار.