الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }

قرأ يعقوب وقتيبة { ننجيك } بالتخفيف. الباقون بالتشديد.

معنى قوله { ننجيك ببدنك } نلقيك على نجوة من الارض ببدنك عرياناً دون روحك قال أوس بن حجر:
فمن بنجوته كمن بعقوته   والمستكنّ كما يمشي بقرواح
القرواح حيث لا ماء ولا مطر، والبدن مستكن روح الحيوان على صورته وكل حيوان له روح وبدن، والحي في الحقيقة الروح دون البدن عند قوم، وفيه خلاف.

ومعنى قوله { لتكون لمن خلفك آية } قيل فيه قولان.

احدهما - لمن يأتي بعدك ممن يراك على تلك الصفة وقد كنت تدعي الربوبية.

الثاني - ان بني اسرائيل قالوا: ما مات فرعون، فالقاه الله تعالى على نجوة من الارض ليروه، ذهب اليه ابن عباس وقتادة. وقوله { وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون } اخبار منه تعالى أن كثيراً من الخلق غافلون عن الفكر في حجج الله وبيناته أي ذاهبون عنها والغفلة ذهاب المعنى عن النفس ونقيضها اليقظة، والمراد بذمهم بالغفلة عن آيات الله التعريض بأنهم تركوا النظر في آيات الله.