الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ }

حكى الله تعالى عن موسى انه قال لقومه الذين نسبوه إلى السحر { أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا } ويريد بذلك تبكيتهم وتهجينهم. ثم قال موسى { ولا يفلح الساحرون } اي لا يفوزون بشيء من الخير. ويجوز أن يكون ذلك اخباراً من الله تعالى لا حكاية عن موسى وذلك يدل على بطلان السحر أجمع. وقيل في تكرير الف الاستفهام في قوله { أسحر هذا } بعد ان قال { أتقولون } ثلاثة اقوال: احدها - انه يكون لتأكيد التقريع على الحذف كأنه قال اتقولون للحق لما جاءكم ان هذا لسحر مبين اسحر هذا. والثاني - على وجه التكرار كقولك اتقول اعندك مال. والثالث - أن يكون حكاية قولهم وان اعتقدوا انه السحر كما يقول الرجل للجارية اذا أتته أحق هذا. فيقولونه على التعجب. ولو قالوا الحق لا يكون سحراً. ولكن ليس بحق لقال لهم فلو كان حقاً كيف كان الا هكذا من قلب الجماد حيواناً يرونه عياناً وغير ذلك من الايات.