الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ ٱلْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

ظاهر قوله { ولا يحزنك قولهم } ظاهره النهي والمراد به التسلية للنبي صلى الله عليه وآله عن قولهم الذي يؤذونه به. والنهي في اللفظ القول. وانما هو عن السبيل المؤدي إلى التأذي بالقول. ومثله لا اراك هاهنا والمعنى لا تكن هاهنا فمن كان ها هنا رأيته، فكذلك المراد بالآية لا تعبأ بالاذى فيمن عني به اذاه. وقوله { إن العزة لله جميعاً } كسرت { إن } بالاستئناف بالتذكير لما ينفي الحزن لا انها مفعول القول لانها ليست حكاية عنهم، لانهم لم يقولوا ان العزة لله. ولا يجوز نصبها على ان تكون معمول القول لانهم لو قالوه لما احزن ذلك النبي صلى الله عليه وآله ولو فتحت { ان } على معنى (لان) جاز. والعزة القدرة على كل جبار بالقهر بأن لا يرام ولا يضام عز يعز عزاً فهو عزيز. والمعنى انه الذي يعزك وينصرك حتى تصير اعز ممن ناواك وقوله { هو السميع العليم } معناه انه يسمع قولهم ويعلم ضميرهم فيجازيهم بما تقتضية حالهم ويدفع عنك شرهم.