الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَياةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

ذكر الله تعالى ان الذين وصفهم في الاية الاولى من انهم مؤمنون بالله ويتقون معاصيه { لهم البشرى } وهي الخبر بما يظهر سروره في بشرة الوجه. والبشرى والبشارة واحد. وقوله { في الحياة الدنيا } قيل فيه ثلاثة اقوال:

احدها - قال قتادة والزهري والضحاك والجبائي: هو بشارة الملائكة عليهم السلام انها الرؤيا الصادقة الصالحة يراها الرجل او يرى له. وقال ابو جعفر عليه السلام البشرى في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن او يرى له وفي الآخرة الجنة. والثالث - بشرى القرآن بشرف الايمان - ذكره الفراء والزجاج وغيرهما. وقوله { لا تبديل لكلمات الله } معناه لا خلف لما وعد الله تعالى به من الثواب بوضع كلمة اخرى مكانها بدلا منها، لانها حق والحق لا خلف له بوجه. وقوله { ذلك هو الفوز العظيم } اشارة إلى هذه البشرى المتقدمة بأنه الفوز الذي يصغر كل شيء في جنبه.