الرئيسية - التفاسير


* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِنْ أَعْبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

هذا خطاب من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله ان يقول للخلق { يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني } فان ديني أن { لا أعبد الذين تعبدون من دون الله } أي إن كنتم في شك مما أذهب اليه من مخالفتكم فاني أظهره لكم وأبرء مما أنتم عليه وأعرفكم ما أمرت به وهو أن أكون مؤمناً بالله وحده وأن أقيم وجهي للدين حنيفاً.

إن قيل: لم قال { إن كنتم في شك من ديني } مع اعتقادهم بطلان دينه؟ قلنا عنه ثلاثة أجوبة: احدها - أن يكون على وجه التقدير أي من كان شاكاً في أمري وهو مصمم على أمره فهذا حكمه. والثاني - انهم في حكم الشاك للاضطراب الذي يجدون نفوسهم عليه عند ورود الآيات والثالث - ان فيهم الشاك فغلب ذكرهم، وإنما جعل جواب { إن كنتم في شك } (لا أعبد) وهو لا يعبد غير الله شكوا أو لم يشكوا، لان المعنى لا تطمعوا أن تشككوني بشككم حتى أعبد غير الله كعبادتكم، كأنه قيل: إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله بشككم ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم أي الذي أحياكم ثم يقبضكم وهو الذي يحق له العبادة دون أوثانكم ودون كل شيء سواه.