الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱلْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

فسر الله الصدقات لمن هي وعلى من تجب فقال: { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } فأخرج الله من الصدقات جميع الناس إلا هذه الثمانية الأصناف الذين سماهم الله، وبين الصادق عليه السلام منهم فقال الفقراء هم الذين لا يسألون وعليهم مؤنات من عيالهم والدليل على أنهم هم الذين لا يسألون قول الله في سورة البقرة: { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسئلون الناس إلحافاً } والمساكين هم أهل الزمانة من العميان والعرجان والمجذومين وجميع الأصناف الزمني الرجال والنساء والصبيان { والعاملين عليها } هم السعاة والجباة في أخذها وجمعها وحفظها حتى يردوها إلى من يقسها { والمؤلفة قلوبهم } قوم وحدوا لله ولم تدخل المعرفة في قلوبهم من أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويعلمهم كيما يعرفوا فجعل الله لهم نصيباً في الصدقات لكي يعرفوا ويرغبوا.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال المؤلفة قلوبهم أبو سفيان بن حرب بن أمية وسهيل بن عمرو وهو من بني عامر بن لوي وهمام بن عمرو وأخوه وصفوان بن أمية بن خلف القرشي ثم الجشمي الجمحي والأقرع بن حابس التميمي ثم عمر أحد بني حازم وعيينة بن حصين الفزاري ومالك بن عوف وعلقمة بن علاقة، بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعطي الرجل منهم مائة من من الإِبل ورعاتها وأكثر من ذلك وأقل، رجع إلى تفسير علي بن إبراهيم في قوله: { وفي الرقاب } قوم قد لزمهم كفارات في قتل الخطأ وفي الظهار وقتل الصيد في الحرم وفي الإِيمان وليس عندهم ما يكفرون وهم مؤمنون فجعل الله لهم منها سهماً في الصدقات ليكفر عنهم { والغارمين } قوم قد وقعت عليهم ديون انفقوها في طاعة الله من غير إسراف فيجب على الإِمام أن يقضي ذلك عنهم ويفكهم من مال الصدقات { وفي سبيل الله } قوم يخرجون في الجهاد وليس عندهم ما ينفقون، أو قوم من المسلمين ليس عندهم ما يحجون به أو في جميع سبل الخير فعلى الإِمام أن يعطيهم من مال الصدقات حتى ينفقوا به على الحج والجهاد و { ابن السبيل } أبناء الطريق الذين يكونون في الأسفار في طاعة الله فيقطع عليهم ويذهب ما لهم فعلى الإمام أن يردهم إلى أوطانهم من مال الصدقات، والصدقات تتجزى ثمانية أجزاء فيعطى كل إنسان من هذه الثمانية على قدر ما يحتاجون إليه بلا إسراف ولا تقتير يقوم في ذلك الإِمام يعمل بما فيه الصلاح.