الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَاكِرِينَ }

قوله: { وإذا يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } فإنها نزلت بمكة قبل الهجرة وكان سبب نزولها أنه لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله الدعوة بمكة قدمت عليه الأوس والخزرج، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله تمنعوني وتكونون لي جاراً حتى أتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة؟ فقالوا نعم خذ لربك ولنفسك ما شئت، فقال لهم موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق فحجوا ورجعوا إلى منى، وكان فيهم ممن قد حج بشر كثير، فلما كان اليوم الثاني من أيام التشريق قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان الليل فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة ولا تنبهوا نائماً ولينسل واحد فواحد، فجاء سبعون رجلاً من الأوس والخزرج فدخلوا الدار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله تمنعوني وتجيروني حتى أتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة؟ فقال سعد بن زرارة والبراء بن مغرور (معرور ط) وعبد الله بن حزام نعم يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال أما ما اشترط لربي فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً واشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون أنفسكم وتمنعوا أهلي مما تمنعون أهاليكم وأولادكم، فقالوا وما لنا على ذلك؟ فقال الجنة في الآخرة وتملكون العرب وتدين لكم العجم في الدنيا،.......... فقالوا قد رضينا، فقال اخرجوا إليَّّ منكم اثني عشر نقيباً يكونون شهداء عليكم بذلك كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً فأشار إليهم جبرائيل فقال هذا نقيب هذا نقيب تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس فمن الخزرج سعد بن زرارة والبراء بن مغرور وعبد الله بن حزام و (وهوك) أبو جابر بن عبد الله ورافع بن مالك وسعد بن عبادة والمنذر بن عمر وعبد الله بن رواحة وسعد بن الربيع وعبادة بن والصامت ومن الاوس ابوالهشيم بن التيهان وهو من اليمن واسد بن حصين وسعد ابن خثيمة، فلما اجتمعوا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله صاح إبليس يا معشر قريش والعرب! هذا محمد والصباة من أهل يثرب على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم فاسمع أهل منى وهاجت قريش فأقبلوا بالسلاح وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله النداء فقال للأنصار تفرقوا، فقالوا يا رسول الله إن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لم أؤمر بذلك ولم يأذن الله لي في محاربتهم، قالوا أفتخرج معنا قال انتظر أمر الله فجاء‌ت قريش على بكره أبيها قد أخذوا السلاح، وخرج حمزة وأمير المؤمنين عليه السلام ومعهما السيوف فوقفا على العقبة فلما نظرت قريش إليهما قالوا ما هذا الذي اجتمعتم له؟ فقال حمزة ما اجتمعنا وما ها هنا أحد والله لا يجوز هذه العقبة أحد إلا ضربته بسيفي فرجعوا إلى مكة وقالوا لا نأمن من أن يفسد أمرنا ويدخل واحد من مشايخ قريش في دين محمد صلى الله عليه وآله، فاجتمعوا في الندوة وكان لا يدخل دار الندوة إلا من قد أتى عليه أربعون سنة، فدخلوا أربعون رجلاً من مشايخ قريش، وجاء إبليس لعنه الله في صورة شيخ كبير فقال له البواب من أنت فقال أنا شيخ من أهل نجد لا يعدمكم مني رأي صائب إني حيث بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل فجئت لأشير عليكم، فقال الرجل أدخل فدخل إبليس.

السابقالتالي
2 3