الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

خرج أبو جهل من بين الصفين فقال إن محمداً صلى الله عليه وآله قطعنا الرحم واتانا بما لا نعرفه فاحنه الغداة فانزل الله علي رسوله { إن تستفتحوا فقد جاء‌كم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئاً ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين } ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله كفاً من حصى فرمى به وجوه قريش وقال " شاهت الوجوه " فبعث الله رياحاً تضرب في وجوه قريش فكانت الهزيمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم لا يفلتن فرعون هذه الأمة أبو جهل بن هشام، فقتل منهم سبعون، وأسر منهم سبعون، والتقى عمرو بن الجموح مع أبي جهل فضرب عمرو أبا جهل بن هشام علي فخذيه وضرب أبو جهل عمرو على يده فأبانها من العضد فتعلقت بجلدة فاتكأ عمرو على يده برجله ثم نزا في السماء حتى انقطعت الجلدة ورمى بيده، وقال عبد الله بن مسعود انتهيت إلى أبي جهل وهو يتشحط في دمه فقلت الحمد لله الذي أخزاك، فرفع رأسه فقال إنما أخزى الله عبد بن أم عبد الله لمن الدين ويلك قلت لله ولرسوله وإني قاتلك ووضعت رجلي على عنقه فقال ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم أما أنه ليس شيء أشد من قتلك إياي في هذا اليوم لا تولى قتلي رجل من المطمئنين أو رجل من الأحلاف فاقتلعت بيضة؟ كانت على رأسه فقتلته وأخذت رأسه وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت يا رسول الله البشرى هذا رأس أبي جهل بن هشام، فسجد لله شكراً وأسر أبو بشر الأنصاري العباس بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب عليه السلام وجاء بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له هل أعانك عليهما أحد؟ قال: نعم رجل عليه ثياب بياض، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ذاك من الملائكة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس: أفد نفسك وابن أخيك، فقال يا رسول الله قد كنت أسلمت ولكن القوم استكرهوني، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله إعلم بإسلامك إن يكن ما تذكر حقاً فإن الله يجزيك عليه وأما ظاهر أمرك فقد كنت علينا ثم قال صلى الله عليه وآله ياعباس إنكم خاصمتم الله فخصمكم، ثم قال: أفد نفسك وابن أخيك وقد كان العباس أخذ معه أربعين أوقية من ذهب فغنمها رسول الله صلى الله عليه وآله فلما قال صلى الله عليه وآله للعباس أفد نفسك فقال يا رسول الله أحسبها من فدائي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا، ذاك أعطانا الله منك، فأفد نفسك وابن أخيك، فقال العباس فليس لي مال غير الذي ذهب مني، قال بلى المال الذي خلفته عند أم الفضل بمكة. فقلت لها إن حدث على حدث فأقسموه بينكم. فقال ما تتركني إلا وأنا أسئل الناس بكفي.