الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

{ يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعو الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } فحدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن ابان بن عثمان عن إسحاق بن عمار قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الأنفال فقال هي القرى التي قد خربت وانجلا أهلها فهي لله وللرسول وما كان للملوك فهو للإِمام وما كان من أرض الجزية لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وكل أرض لا رب لها والمعادن منها، ومن مات وليس له مولى فما له من الأنفال، وقال: نزلت يوم بدر لما أنهزم الناس كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله على ثلاث فرق، فصنف كانوا عند خيمة النبي صلى الله عليه وآله وصنف أغاروا على النهب، وفرقة طلبت العدو وأسروا وغنموا فلما جمعوا الغنائم والأسارى تكلمت الأنصار في الأسارى فأنزل الله تبارك وتعالى: { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } فلما أباح الله لهم الأسارى والغنائم تكلم سعد بن معاذ وكان ممن أقام عند خيمة النبي صلى الله عليه وآله، فقال يا رسول الله ما منعنا أن نطلب العدو زهادة في الجهاد ولا جبناً من العدو ولكنا خفنا أن نعدو موضعك فتميل عليك خيل المشركين، وقد أقام عند الخيمة وجوه المهاجرين والأنصار ولم يشك أحد منهم والناس كثير يا رسول الله والغنائم قليلة ومتى يعطي هؤلاء لم يبق لأصحابك شيء، وخاف أن يقسم رسول الله صلى الله عليه وآله الغنائم وأسلاب القتلى بين من قاتل ولا يعطي من تخلف عليه عند خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله شيئاً، فاختلفوا فيما بينهم حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا لمن هذه الغنائم فأنزل الله: { يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله وللرسول } فرجع الناس وليس لهم في الغنيمة شيء ثم أنزل الله بعد ذلك: { واعلموا إن ما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل } فقسم رسول الله صلى الله عليه وآله بينهم، فقال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله صلى الله عليه وآله أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله " ثكلتك أمك وهل تنصرون إلا بضعفائكم " ! قال: فلم يخمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر وقسمه بين أصحابه ثم استقبل يأخذ الخمس بعد بدر، ونزل قوله: { يسألونك عن الأنفال } بعد انقضاء حرب بدر فقد كتب ذلك في أول السورة وكتب بعده خروج النبي صلى الله عليه وآله إلى الحرب.