قوله: { ووهبنا له إسحاق ويعقوب } [84] يعني لإبراهيم { كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً وكلاً فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم } [84-87] أي: اختبرناهم { وهديناهم إلى صراط مستقيم } فإنه محكم وحدثني أبي عن ظريف بن ناصح عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين؟ قلت ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال فبأي شيء احتججتم عليهم؟ قلت يقول الله عزوجل في عيسى بن مريم: { ومن ذريته داود وسليمان - إلى قوله - وكذلك نجزي المحسنين } فجعل عيسى بن مريم من ذرية إبراهيم، قال فبأي شيء قالوا لكم؟ قلت قالوا قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب، قال فبأي شيء احتججتم عليهم؟ قال: قلت احتججنا عليهم بقول الله: { قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } قال فأي شيء قالوا لكم؟ قلت قالوا قد يكون في كلام العرب أبناء رجل والآخر يقول أبناؤنا قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: والله يا أبا الجارود لأعطينك من كتاب الله أنهما من صلب رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يردها إلا كافر، قال: قلت جعلت فداك وأين؟ قال من حيث قال الله: { حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم } الآية إلى أن ينتهي إلى قوله: { وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم } فسلهم يا أبا الجارود هل حل لرسول الله صلى الله عليه وآله نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا نعم فكذبوا والله وفجروا وإن قالوا لا فهما والله أبناؤه لصلبه وما حرمتا عليه إلا للصلب.