الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } * { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوۤاْ أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُّبْلِسُونَ }

قال: { فلولا إذ جاء‌هم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون } [43] فلما لم يتضرعوا فتح الله عليهم الدنيا وأغناهم عقوبة لفعلهم الردي فلما { فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } [44] أي: آيسون وذلك قول الله تبارك وتعالى في مناجاته لموسى عليه السلام، حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت مناجاة الله لموسى عليه السلام يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلاً فقل مرحباً بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلاً فقل ذنب عجلت عقوبته، فما فتح الله على أحد هذه الدنيا إلا بذنب لينسيه ذلك فلا يتوب فيكون إقبال الدنيا عليه عقوبة لذنوبه.

حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبدالرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء } قال أما قوله: { فلما نسوا ما ذكروا به } يعني: فلما تركوا ولاية علي أمير المؤمنين عليه السلام وقد أمروا به { فتحنا عليهم أبواب كل شيء } يعني دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها وأما قوله: { حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } يعني بذلك قيام القائم حتى كانهم لم يكن لهم سلطان قط، فذلك قوله بغتة فنزلت بخبره هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله.