الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوۤاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

أما قوله { أطيعو الله وأطيعوا الرسول واحذروا } [92] يقول لا تعصوا ولا تركنوا إلى الشهوات من الخمر والميسر { فإن توليتم } يقول عصيتم { فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين } إذ قد بلغ وبين فانتهوا، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله " إنه سيكون قوم يبيتون وهم على شرب الخمر واللهو والغناء فبينماهم كذلك إذ مسخوا من ليلتهم وأصبحوا قردة وخنازير " وهو قوله { واحذروا } أن تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان أملي لهم حتى أثروا وقالوا إن السبت لنا حلال وإنما كان حرم على أولينا وكانوا يعاقبون على استحلالهم السبت، فأما نحن فليس علينا حرام وما زلنا بخير منذ استحللناه وقد كثرت أموالنا وصحت أجسامنا، ثم أخذهم الله ليلاً وهم غافلون فهو قوله { واحذروا } أن يحل بكم مثل ما حل بمن تعدى وعصى فلما نزل تحريم الخمر والميسر والتشديد في أمرهما قال الناس من المهاجرين والأنصار يا رسول الله قتل أصحابنا وهم يشربون الخمر وقد سماه الله رجساً وجعله من عمل الشيطان وقد قلت ما قلت أفيضر أصحابنا ذلك شيئاً بعد ما ماتوا؟ فأنزل الله { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } [93] الآية فهذا لمن مات أو قتل قبل تحريم الخمر، والجناح هو الإثم على من شربها بعد التحريم.