الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ يَٰقَوْمِ ٱدْخُلُوا ٱلأَرْضَ ٱلمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَٰسِرِينَ } * { قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ } * { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } * { قَالُواْ يَامُوسَىۤ إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } * { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي ٱلأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ }

قوله: { يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم } [21] فإن ذلك نزل لما قالوا لن نصبر على طعام واحد، فقال لهم موسى اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم، فقالوا إن فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون فنصف الآية ها هنا ونصفها في سورة البقرة، فلما قالوا لموسى إن فيها قوماً جبارين، وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، قال لهم موسى لابد أن تدخلوها، فقالوا له: { فاذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } [24] فأخذ موسى بيد هارون وقال كما حكى الله { إني لا أملك إلا نفسي وأخي } [25] يعني: هارون { فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين } فقال الله: { فإنها محرمة عليهم أربعين سنة } [26] يعني مصر لن يدخلوها أربعين سنة { يتيهون في الأرض } فلما أراد موسى أن يفارقهم فزعوا وقالوا إن خرج موسى من بيننا نزل علينا العذاب ففزعوا إليه وسألوه أن يقيم معهم ويسأل الله أن يتوب عليهم، فأوحى الله إليه قد تبت عليهم على أن يدخلوا مصر وحرمتها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض عقوبة لقولهم اذهب أنت وربك فقاتلا فدخلا كلهم في التيه البرقادون، (الاقارون ط) فكانوا يقومون في أول الليل ويأخذون في قراء‌ة التوراة فإذا أصبحوا على باب مصر دارت بهم الأرض، فردتهم إلى مكانهم وكان بينهم وبين مصر أربع فراسخ، فبقوا في ذلك أربعين سنة، فمات هارون وموسى في التيه ودخلها أبناؤهم وأبناء أبنائهم.

وروي أن الذي حفر قبر موسى ملك الموت في صورة آدمي، ولذلك لا تعرف بنو إسرائيل قبر موسى، وسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قبره فقال عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر، قال وكان بين موسى وداود خمس مائة سنة وبين داود وعيسى ألف ومائة سنة.