الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ }

حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن ضريس عن أبي جعفر عليه السلام في قوله { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم } قال إذا كان يوم القيامة وحشر الناس للحساب فيمرون بأهوال يوم القيامة فلا ينتهون إلى العرصة حتى يجهدوا جهداً شديداً، قال فيقفون بفناء العرصة ويشرف الجبار عليهم وهو على عرشه فأول من يدعى بنداء يسمع الخلائق أجمعون أن يهتف باسم محمد بن عبدالله النبي القرشي العربي، قال فيتقدم حتى يقف على يمين العرش، قال ثم يدعى بصاحبكم علي عليه السلام، فيتقدم حتى يقف على يسار رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم يدعى بأمة محمد فيقفون على يسار علي عليه السلام ثم يدعى بنبي نبي وأمته معه من أول النبيين إلى آخرهم وأمتهم معهم، فيقفون عن يسار العرش، قال ثم أول من يدعى للمسائلة القلم قال فيتقدم، فيقف بين يدي الله في صورة الآدميين، فيقول الله هل سطرت في اللوح ما ألهمتك وأمرتك به من الوحي؟ فيقول القلم نعم، يا رب قد علمت أني قد سطرت في اللوح ما أمرتني والهمتني به من وحيك فيقول الله فمن يشهد لك بذلك، فيقول يا رب وهل أطلع على مكنون سرك خلق غيرك، قال: فيقول له الله أفلحت حجتك، قال ثم يدعى باللوح فيتقدم في صورة الآدميين حتى يقف مع القلم، فيقول له هل سطر فيك القلم ما ألهمته وأمرته به من وحيي، فيقول اللوح نعم يا رب وبلغته إسرافيل، فيتقدم مع القلم واللوح في صورة الآدميين، فيقول الله هل بلغك اللوح ما سطر فيه القلم من وحيي؟ فيقول نعم يا رب وبلغته جبرائيل، فيدعى بجبرائيل فيتقدم حتى يقف مع إسرافيل، فيقول الله هل بلغك إسرافيل ما بلغ فيقول نعم يا رب وبلغته جميع أنبيائك وأنفذت إليهم جميع ما انتهى إلي من أمرك وأديت رسالتك إلى نبي نبي ورسول رسول وبلغتهم كل وحيك وحكمتك وكتبك وإن آخر من بلغته رسالاتك ووحيك وحكمتك وعلمك وكتابك وكلامك محمد بن عبدالله العربي القرشي الحرمي حبيبك، قال أبو جعفر عليه السلام فإن أول من يدعى من ولد آدم للمسائلة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله فيدنيه الله حتى لا يكون خلق أقرب إلى الله يومئذ منه، فيقول الله يا محمد هل بلغك جبرئيل ما أوحيت إليك وأرسلته به إليك من كتابي وحكمتي وعلمي وهل أوحى ذلك إليك؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله نعم يا رب قد بلغني جبرائيل جميع ما أوحيته إليه وأرسلته من كتابك وحكمتك وعلمك وأوحاه إلي، فيقول الله لمحمد هل بلغت أمتك ما بلغك جبرئيل من كتابي وحكمتي وعلمي؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله نعم يا رب قد بلغت أمتي ما أوحي إلي من كتابك وحكمتك وعلمك وجاهدت في سبيلك، فيقول الله لمحمد فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول محمد صلى الله عليه وآله يارب أنت الشاهد لي بتبليغ الرسالة وملائكتك والأبرار من أمتي وكفى بك شهيداً، فيدعى بالملائكة فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة ثم يدعى بأمة محمد فيسألون هل بلغكم محمد رسالتي وكتابي وحكمتي وعلمي وعلمكم ذلك؟ فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة والحكمة والعلم، فيقول الله لمحمد فهل استخلفت في أمتك من بعدك من يقوم فيهم بحكمتي وعلمي ويفسر لهم كتابي ويبين لهم ما يختلفون فيه من بعدك حجة لي وخليفة في الأرض؟ فيقول محمد نعم يا رب قد خلفت فيهم علي بن أبي طالب أخي ووزيري وخير أمتي ونصبته لهم علماً في حياتي ودعوتهم إلى طاعته وجعلته خليفتي في أمتي وإماما يقتدي به الأئمة من بعدي إلى يوم القيامة، فيدعى بعلي بن أبي طالب عليه السلام فيقال له هل أوصى إليك محمد واستخلفك في أمته ونصبك علماً لأمته في حياته وهل قمت فيهم من بعده مقامه؟ فيقول له علي نعم يا رب قد أوصى إلي محمد وخلفني في أُمته ونصبني لهم علماً في حياته فلما قبضت محمداً إليك جحدتني أمته ومكروا بي واستضعفوني وكادوا يقتلونني وقدموا قدامي من أخرت، وأخروا من قدمت ولم يسمعوا مني ولم يطيعوا أمري فقاتلتهم في سبيلك حتى قتلوني، فيقال لعلي فهل خلفت من بعدك في أمة محمد حجة وخليفة في الأرض يدعو عبادي إلى ديني وإلى سبيلي؟ فيقول علي نعم يارب قد خلفت فيهم الحسن ابني وابن بنت نبيك، فيدعى بالحسن بن علي عليهما السلام فيسئل عما سئل عنه علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ثم يدعى بإمام أمام وباهل عالمه فيحتجون بحجتهم فيقبل الله عذرهم ويجيز حجتهم قال: ثم يقول الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال: ثم انقطع حديث أبي جعفر عليه وعلى آبائه السلام.