الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ هُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

أخبر الله عز وجل نبيه بعلة الصلح وما أجاز الله لنبيه صلى الله عليه وآله فقال: { هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفاً أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات } يعني: بمكة { لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم } فأخبر الله نبيه أن علة الصلح إنما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا، فلما كان الصلح آمنوا وأظهروا الإِسلام، ويقال أن ذلك الصلح كان أعظم فتحاً على المسلمين من غلبهم ثم قال: { لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً } يعني: هؤلاء الذين كانوا بمكة من المؤمنين والمؤمنات يعني لو زالوا عنهم وخرجوا من بينهم { لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً }.

حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله السعدي قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن الحسين عن بعض أصحابه عن فلان الكرخي قال: قال رجل لأبي عبد الله عليه السلام ألم يكن علي قوياً في بدنه قوياً في أمر الله؟ قال له أبو عبد الله عليه السلام: بلى! قال له: فما منعه أن يدفع أو يمتنع؟ قال: قد سألت فافهم الجواب، منع علياً من ذلك آية من كتاب الله، فقال: وأي آية؟ فقرأ: { لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذاباً أليماً } إنه كان لله ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين فلم يكن علي عليه السلام ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع فلما خرج ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت لم يظهر أبداً حتى تخرج ودائع الله فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله.