الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَانَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَٰلُهُ ثَلٰثُونَ شَهْراً حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِيۤ أَنْ أَشكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰلِحاً تَرْضَٰهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِيۤ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ }

قوله: { ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً } قال: الإِحسان رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله: { بوالديه } إنما عنى الحسن والحسين عليهما السلام ثم عطف على الحسين عليه السلام فقال: { حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً } وذلك أن الله أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وبشره بالحسين عليه السلام قبل حمله وأن الإِمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ثم أخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ثم عوضه بأن جعل الإِمامة في عقبه وأعلمه أنه يقتل ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداء‌ه ويملكه الأرض وهو قوله: { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض } الآية، قوله: { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون } فبشر الله نبيه صلى الله عليه وآله أن أهل بيتك يملكون الأرض ويرجعون إلى الدنيا ويقتلون أعداء‌هم وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام بخبر الحسين وقتله فحملته كرهاً، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: فهل رأيتم أحداً يبشر بولد ذكر فتحمله كرهاً أي أنها اغتمت وكرهت لما أخبرها بقتله، ووضعته كرهاً لما علمت من ذلك وكان بين الحسن والحسين عليهما السلام طهر واحد وكان الحسين عليه السلام في بطن أمه ستة أشهر وفصاله أربعة وعشرون شهراً وهو قول الله: وحمله وفصاله ثلاثون شهراً.