الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ }

{ وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها } أي: لا يزول ويبقى { في أربعة أيام سواء للسائلين } يعني في أربعة أوقات وهي التي يخرج الله فيها أقوات العالم من الناس والبهائم والطير وحشرات الأرض وما في البر والبحر من الخلق والثمار والنبات والشجر وما يكون فيه معاش الحيوان كله وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء، ففي الشتاء يرسل الله الرياح والأمطار والأنداء والطلول من السماء فيلقح الأرض والشجر وهو وقت بارد ثم يجيء من بعده الربيع وهو وقت معتدل حار وبارد فيخرج الشجر ثماره والأرض نباتها فيكون أخضر ضعيفاً ثم يجيء من بعده وقت الصيف وهو حار فينضج الثمار ويصلب الحبوب التي هي أقوات العالم وجميع الحيوان ثم يجيء من بعده وقت الخريف فيطيبه ويبرده ولو كان الوقت كله شيئاً واحداً لم يخرج النبات من الأرض لأنه لو كان الوقت كله ربيعاً لم تنضج الثمار ولم تبلغ الحبوب ولو كان الوقت كله صيفاً لاحترق كل شيء في الأرض ولم يكن للحيوان معاش ولا قوت، ولو كان الوقت كله خريفاً ولم يتقدمه شيء من هذه الأوقات لم يكن شيء يتقوت به العالم، فجعل الله هذه الأقوات في هذه الأربعة الأوقات في الشتاء والربيع والصيف والخريف وقام به العالم واستوى وبقي وسمى الله هذه الأوقات أياماً سواء للسائلين يعني المحتاجين لأن كل محتاج سائل وفي العالم من خلق الله من لا يسأل ولا يقدر عليه من الحيوان كثير فهم سائلون وإن لم يسألوا.