الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً } * { مَّآ أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً }

قوله: { وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله } [78] يعني الحسنات والسيئات ثم قال في آخر الآية { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } [79] وقد اشتبه هذا على عدة من العلماء، فقالوا يقول الله وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله الحسنة والسيئة، ثم قال في آخر الآية { وما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } ، فكيف هذا وما معنى القولين؟ فالجواب في ذلك أن معنى القولين جميعاً عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا الحسنات في كتاب الله على وجهين والسيئات على وجهين (فمن الحسنات) التي ذكرها الله، الصحة والسلامة والأمن والسعة والرزق وقد سماها الله حسنات { وإن تصبهم سيئة } يعني بالسيئة ها هنا المرض والخوف والجوع والشدة { يطيروا بموسى ومن معه } أي يتشاء‌موا به (والوجه الثاني من الحسنات) يعني به أفعال العباد وهو قوله: { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ومثله كثير وكذلك السيئات على وجهين فمن السيئات الخوف والجوع والشدة وهو ما ذكرناه في قوله: { وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه } وعقوبات الذنوب فقد سماها الله السيئات (والوجه الثاني من السيئات) يعني بها؟ أفعال العباد التي يعاقبون عليها فهو قوله: { ومن جاء بالسيئة فكبت وجوهم في النار } وقوله: { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك } يعني ما عملت من ذنوب فعوقبت عليها في الدنيا والآخرة فمن نفسك بافعالك لان السارق يقطع والزاني يجلد ويرجم والقاتل يقتل فقد سمى الله تعالى العلل والخوف والشدة وعقوبات الذنوب كلها سيئات فقال ما أصابك من سيئة فمن نفسك بأعمالك وقوله { قل كل من عند الله } يعني الصحة والعافية والسعة والسيئات التي هي عقوبات الذنوب من عند الله.