الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَٱبْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصْلَٰحاً يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيْنَهُمَآ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً }

قوله: { وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها } فبما حكم به الحكمان فهو جائز يقول الله { إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما } يعني الحكمين فإذا كانا عدلين دخل حكم المرأة فيقول أخبريني ما في نفسك، فإني لا أحب أن أقطع شيئاً دونك، فإن كانت هي الناشزة قالت أعطوه من مالي ما شاء وفرق بيني وبينه، وإن لم تكن ناشزة قالت أنشدك الله أن لا تفرق بيني وبينه، ولكن استزدلي في النفقة فإنه مسيء ويخلو حكم الرجل يجيء إلى الرجل فيقول حدثني بما في نفسك فإني لا أحب أن أقطع شيئاً دونك، فإن كان هو الناشز قال خذ لي منها ما استطعت وفرق بيني وبينها فلا حاجة لي فيها، وإن لم يكن ناشزاً قال أنشدك الله أن لا تفرق بيني وبينها فإنها أحب الناس، إلي فأرضها من مالي بما شئت، ثم يلتقي الحكمان وقد علم كل واحد منهما ما أفضى به إليه صاحبه فأخذ كل واحد منهما على صاحبه عهد الله وميثاقه لتصدقني ولأصدقنك، وذلك حين يريد الله أن يوفق بينهما فإذا فعلا وحدث كل واحد منهم صاحبه بما أفضى إليه عرفاً من الناشز فإن كانت المرأة هي الناشزة قالا أنت عدوة الله الناشزة العاصية لزوجك ليس لك عليه نفقة ولا كرامة لك وهو أحق أن يبغضك أبداً حتى ترجعي إلى أمر الله، وإن كان الرجل هو الناشز قالا له أنت عدو الله وأنت العاصي لأمر الله المبغض لأمر الله (لامرأتك ط) فعليك نفقتها ولا تدخل لها بيتاً ولا ترى لها وجهاً أبداً حتى ترجع إلى أمر الله وكتابه.

قال وأتى علي بن أبي طالب عليه السلام رجل وامرأته على هذه الحال فبعث حكماً من أهله وحكماً من أهلها وقال للحكمين هل تدريان ما تحكمان؟ إن شئتما فرقتما وإن شئتما جمعتما، فقال الزوج لا أرضى بحكم فرقة ولا أطلقها، فأوجب عليه نفقتها ومنعه أن يدخل عليها، وإن مات على ذلك الحال الزوج ورثته، وإن ماتت لم يرثها إذا رضيت منه بحكم الحكمين وكره الزوج، فإن رضي الزوج وكرهت المرأة أنزلت بهذه المنزلة، إن كرهت لم يكن لها عليه نفقة وإن مات لم ترثه وإن ماتت ورثها حتى ترجع إلى حكم الحكمين.