الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ }

قال علي بن إبراهيم في قوله: { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأني أنظر إلى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولى بالله، أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى بآدم، أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى بنوح، أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم، أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى بموسى، أيها الناس من يحاجني في عيسى فأنا أولى بعيسى، أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولى بمحمد صلى الله عليه وآله، أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى بكتاب الله، ثم ينتهي إلى المقام فيصلي ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله: { أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض } فيكون أول من يبايعه جبرائيل ثم الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاً فمن كان ابتلى بالمسير وافاه ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه وهو قول أمير المؤمنين هم المفقودون عن فرشهم وذلك قول الله: { فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً } قال: الخيرات الولاية وقال في موضع آخر: { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة } وهم والله أصحاب القائم عليه السلام يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الأرض فتأخذ أقدامهم وهو قوله: { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به } يعني بالقائم من آل محمد عليهم السلام.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: { ولو ترى إذ فزعوا } قال: من الصوت وذلك الصوت من السماء { وأخذوا من مكان قريب } قال: من تحت أقدامهم خسف بهم، أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله: { وأنى لهم التناوش من مكان بعيد } قال إنهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولاً من حيث ينال.