الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً } * { وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }

أما قوله: { يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً } [28-29] فإنه كان سبب نزولها أنه لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من غزاة خيبر وأصاب كنز آل أبي الحقيق، قلن أزواجه أعطنا ما أصبت، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وآله قسمته بين المسلمين على ما أمر الله فغضبن من ذلك وقلن لعلك ترى أنك إن طلقتنا أن لا تجد الأكفاء من قومنا يتزوجونا فأنف الله لرسوله فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلى الله عليه وآله في مشربة أم إبراهيم تسعة وعشرين يوماً، حتى حضن وطهرن ثم أنزل الله هذه الآية وهي آية التخيير فقال { يا أيها النبي قل لأزواجك - إلى قوله - أجراً عظيماً } فقامت أم سلمة وهي أول من قامت وقالت قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك فأنزل الله { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } الآية قال الصادق عليه السلام من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله: { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء } مع هذه الآية: { يا أيها النبي قل لأزواجك.. } الخ وقد أخرت عنها في التأليف.