قال: فلم يزل موسى عند فرعون في أكرم كرامة حتى بلغ مبلغ الرجال وكان ينكر عليه ما يتكلم به موسى من التوحيد حتى هم به، فخرج موسى من عنده ودخل المدينة فإذا رجلان يقتتلان أحدهما يقول بقول موسى والآخر يقول بقول فرعون: { فاستغاثه الذي من شيعته } [15] فجاء موسى فوكز صاحب فرعون فقضي عليه وتوارى في المدينة فلما كان من الغد جاء آخر فتشبث بذلك الرجل الذي يقول بقول موسى فاستغاث بموسى فلما نظر صاحبه إلى موسى قال له: { أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس } [19] فخلى عن صاحبه وهرب وكان خازن فرعون مؤمناً بموسى قد كتم إيمانه ستمائة سنة وهو الذي قال الله: { وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله } وبلغ فرعون خبر قتل موسى الرجل فطلبه ليقتله.