الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

أما قوله: { والذين يرمون المحصنات - إلى قوله - ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً } فإنه حدثني أبي عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال القاذف يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل له شهادة أبداً إلا بعد التوبة أو يكذب نفسه فإن شهد له ثلاثة وأبى واحد يجلد الثلاثة ولا يقبل شهادتهم حتى يقول أربعة رأينا مثل الميل في المكحلة، ومن شهد على نفسه أنه زنى لم تقبل شهادته حتى يعيد أربع مرات.

حدثني أبي عن عبد الرحمن بن أبي بحران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنه جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أبك جنة؟ فقال: لا قال: أفتقرأ من القرآن شيئاً؟ قال: نعم فقال له: ممن أنت؟ فقال: أنا من مزنية أو جهينة قال: اذهب حتى اسأل عنك فسأل عنه، قالوا: يا أمير المؤمنين هذا رجل صحيح العقل مسلم، ثم رجع إليه فقال: يا أمير المؤمنين إني زنيت فطهرني، فقال: ويحك ألك زوجة؟ قال: نعم، قال: فكنت حاضرها أو غائباً عنها؟ قال: بل كنت حاضرها قال: اذهب حتى ننظر في أمرك، فجاء إليه الثالثة فذكر له ذلك، فأعاد عليه أمير المؤمنين عليه السلام فذهب ثم رجع في الرابعة، فقال: إني زنيت فطهرني، فأمر أمير المؤمنين بحبسه ثم نادى أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس إن هذا الرجل يحتاج أن نقيم عليه حد الله فاخرجوا متنكرين لا يعرف بعضكم بعضاً ومعكم أحجاركم، فلما كان من الغد أخرجه أمير المؤمنين عليه السلام بالغلس وصلى ركعتين ثم حفر حفيرة ووضعه فيها ثم نادى: أيها الناس إن هذه حقوق الله لا يطلبها من كان عنده لله حق مثله فمن كان لله عليه حق مثله فلينصرف فإنه لا يقيم الحد من الله من لله عليه الحد فانصرف الناس فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام حجراً فكبر أربع تكبيرات فرماه ثم أخذ الحسن عليه السلام مثله ثم فعل الحسين عليه السلام مثله فلما مات أخرجه أمير المؤمنين عليه السلام وصلى عليه فقالوا: يا أمير المؤمنين ألا تغسله؟ قال: قد اغتسل بما هو منها طاهر إلى يوم القيامة ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس من أتى هذه الفاذورة فليتب إلى الله فيما بينه وبين الله فوالله لتوبة إلى الله في السر لأفضل من أن يفضح نفسه ويهتك ستره.