أما قوله: { والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً } فإن العبيد والإِماء كانوا يقولون لأصحابهم كاتبونا ومعنى ذلك أنهم يشترون أنفسهم من أصحابهم على أنهم يؤدون ثمنهم في نجمين أو ثلاثة أنجم فيمتنعون عليهم فقال: { كاتبوهم إن علمتم فيهم خيراً } ومعنى قوله: { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم } قال: إذا كاتبتموهم تجعلوا لهم من ذلك شيئاً وقوله { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً } قال: كانت العرب وقريش يشترون الأماء ويجعلون عليهن الضرببة الثقيلة ويقولون اذهبن وازنين واكتسبن فنهاهم الله عزَّ وجلَّ عن ذلك فقال: { ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء - إلى قوله - غفور رحيم } أي لا يؤاخذهن الله بذلك إذا أكرهن عليه، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: هذه الآية منسوخة نسختها { فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب }.