الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ وَٱعْتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }

خاطب الله الأئمة عليهم السلام فقال: { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا - إلى قوله - وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم } [77-78] يا معشر الأئمة { وتكونوا } أنتم { شهداء على } المؤمنين و { الناس }.

وأما قوله: { يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل } فهذه خاصة لآل محمد عليهم السلام وقوله: { ليكون الرسول شهيداً عليكم } يعني يكون على آل محمد { وتكونوا شهداء على الناس } أي آل محمد يكونوا شهداء على الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وقال عيسى بن مريم: { وكنت شهيداً عليهم ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم } يعني الشهيد " وأنت على كل شيء شهيد " وإن الله جعل على هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله شهيداً من أهل بيته وعترته ما كان في الدنيا منهم أحد فإذا فنوا هلك أهل الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وآله: جعل الله النجوم أماناً لأهل السماء وجعل أهل بيتي أماناً لأهل الأرض.