الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ }

أما قوله: { ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله } فهو رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخرجته قريش من مكة وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه فعاقبهم الله يوم بدر فقتل عتبة وشيبة والوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله طلب بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد بغياً وعدواناً وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر:

ليت أشياخي ببدر شهدوا   جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً   ثم قالوا يا يزيد لا تشل
لست من خدف إن لم أنتقم   من بني أحمد ما كان فعل
قد قتلنا القرم من ساداتهم   وعدلناه ببدر فاعتدل
وقال الشاعر في مثل ذلك:

وكذاك الشيخ أوصاني به   فاتبعت الشيخ فيما قد سأل
وقال يزيد أيضاً يقول:

والرأس مطروح يقلبه   
يا ليت أشياخنا الماضين بالحضر   حتى يقيسوا قياساً لا يقاس به
أيام بدر لكان الوزن بالقدر   
فقال الله تبارك وتعالى: { ومن عاقب } يعني رسول الله صلى الله عليه وآله { بمثل ما عوقب به } يعني حسيناً أرادوا أن يقتلوه { ثم بغي عليه لينصره الله } يعني بالقائم من ولده.