الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ }

أما قوله: { من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة } فإن الظن في كتاب الله على وجهين وطريقين ظن يقين وظن شك فهذا ظن شك قال: من شك أن الله لن يثيبه في الدنيا والآخرة { فليمدد بسبب إلى السماء } أي يجعل بينه وبين الله دليلاً والدليل على أن السبب هو الدليل قول الله في سورة الكهف { وآتيناه من كل شيء سبباً فأتبع سبباً } أي دليلاً { ثم ليقطع } أي يميز والدليل على أن القطع هو التمييز قوله: { وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً } أي ميزناهم فقوله: ثم ليقطع أي يميز { فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ } أي حيلته والدليل على أن الكيد هو الحيلة قوله: كذلك كدنا ليوسف أي حيلنا له حتى حبس أخاه وقوله يحكي قول فرعون: اجمعوا كيدكم أي حيلتكم قال: فإذا وضع لنفسه وميز دله على الحق، فأما العامة فإنهم رووا في ذلك أنه من لم يصدق بما قال الله فليلقى حبلاً إلى سقف البيت ليختنق.