الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } * { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }

قوله { لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون - إلى قوله - إنا كنا فاعلين } [103-104] فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن عمرو بن أبي شيبة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ابتداء‌اً منه: إن الله إذا بدا له أن يبين خلقه ويجمعهم لما لا بد منه أمر منادياً ينادي فاجتمع الإِنس والجن في أسرع من طرفة العين ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل فكان من وراء الناس وأذن للسماء الثانية فتنزل وهي ضعف التي تليها فإذا رآها أهل السماء الدنيا قالوا جاء ربنا قالوا لا وهو آت يعني أمره حتى تنزل كل سماء تكون كل واحدة منها من وراء الأخرى وهي ضعف التي تليها ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى ربك ترجع الأمور ثم يأمر الله منادياً ينادي: { يا معشر الجن والإِنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان } قال: وبكى عليه السلام حتى إذا سكت قال: قلت جعلني الله فداك يا أبا جعفر وأين رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وشيعته؟ فقال أبو جعفر عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وشيعته على كثبان من المسك الأذفر على منابر من نور يحزن الناس ولا يحزنون ويفزع الناس ولا يفزعون ثم تلا هذه الآية { من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون } فالحسنة والله ولاية علي عليه السلام ثم قال: { لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون } وأما قوله: { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب } قال السجل اسم الملك الذي يطوي الكتب ومعنى يطويها أي يفنيها فتتحول دخاناً والأرض نيراناً.