الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ ٱلسَّامِرِيُّ }

قوله: { فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري } قال بالعجل الذي عبده وكان سبب ذلك أن موسى لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة والألواح إلى ثلاثين يوماً أخبر بني إسرائيل بذلك وذهب إلى الميقات وخلف هارون على قومه فلما جاء‌ت الثلاثون يوماً ولم يرجع موسى إليهم غضبوا وأرادوا أن يقتلوا هارون، قالوا: إن موسى كذبنا وهرب منا فجاء‌هم إبليس في صورة رجل فقال لهم: إن موسى قد هرب منكم ولا يرجع إليكم أبداً فاجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه وكان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه فنظر إلى جبرائيل وكان على حيوان في صورة رمكة فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع فنظر إليه السامري وكان من خيار أصحاب موسى فأخذ التراب من تحت حافر رمكة جبرائيل وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به على بني إسرائيل فلما جاء‌هم إبليس واتخذوا العجل قال للسامري هات التراب الذي معك فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو إسرائيل فكان عدد الذين سجدوا سبعين ألفا من بني إسرائيل.