الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ } * { فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ }

أما قوله: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين } [35] فإنه حدثني أبي رفعه قال سئل الصادق عليه السلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة فقال كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة ما أخرج منها أبدا آدم ولم يدخلها إبليس قال أسكنه الله الجنة وأتى جهالة إلى الشجرة فأخرجه لأنه خلق خلقة لا تبقى إلا بالأمر والنهي واللباس والأكنان والنكاح ولا يدرك ما ينفعه مما يضره إلا بالتوقيف فجاء‌ه إبليس فقال إنكما إن أكلتما من هذه الشجرة التي نهاكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة أبداً وإن لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة وحلف لهما إنه لهما ناصح كما قال الله تعالى حكاية عنه { ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين } فقبل آدم قوله فأكلا من الشجرة فكان كما حكى الله { بدت لهما سوء‌اتهما } وسقط عنهما ما ألبسهما الله من لباس الجنة وأقبلا يستتران بورق الجنة { وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين } فقالا كما حكى الله عزوجل عنهما { ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } فقال الله لهما { اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } [36] قال إلى يوم القيامة، قوله { فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } [36] فهبط آدم على الصفا وإنما سميت الصفا لأن صفوة الله نزل عليها ونزلت حواء على المروة وإنما سميت المروة لأن المرأة نزلت عليها فبقي آدم أربعين صباحاً ساجداً يبكي على الجنة فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال يا آدم ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته قال بلى قال وأمرك أن لا تأكل من الشجرة فلم عصيته؟ قال يا جبرائيل إن إبليس حلف لي بالله إنه لي ناصح وما ظننت أن خلقاً يخلقه الله أن يحلف بالله كاذباً، قال وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم عليه السلام فجمع فقال له موسى يا أبة ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأمرك أن لا تأكل من الشجرة فلم عصيته؟ فقال يا موسى بكم وجدت خطيئتي قبل خلقي في التوراة؟ قال بثلاثين ألف سنة قبل أن خلق آدم قال فهو ذاك قال الصادق عليه السلام فحج آدم موسى عليهما السلام.