ذكر ما أعد الله للمؤمنين فقال: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات - إلى قوله - وحسنت مرتفقاً } [30-31] وقوله: { واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعاً } [32] قال: نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار كما حكى الله عزَّ وجلَّ وفيهما نخل وزرع وكان له جار فقير فافتخر الغني على ذلك الفقير وقال له: { أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً ودخل جنته } [34-35] أي بستانه وقال: { ما أظن أن تبيد هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً } [36] فقال له الفقير: { أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً } [37-38] ثم قال الفقير للغني: { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً } [39] ثم قال الفقير: { فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً } [40] أي محترقاً { أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً } [41] فوقع فيها ما قال الفقير في تلك الليلة وأصبح الغني { يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً } [42-43] فهذه عقوبة البغي.