الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }

قوله: { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } قال المحو في القمر وحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان (سيار خ ل) عن معروف بن خربوذ عن الحكم بن المستنير عن علي بن الحسين عليهما السلام قال إن من الأوقات التي قدرها الله للناس مما يحتاجون إليه البحر الذي خلق الله بين السماء والأرض وإن الله قدر فيه مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب ثم قدر ذلك كله على الفلك ثم وكل بالفلك ملكاً معه سبعون ألف ملك يديرون الفلك فإذا دارت الشمس والقمر والنجوم والكواكب معه نزلت في منازلها التي قدرها الله فيها ليومها وليلتها وإذا كثرت ذنوب العباد وأراد الله أن يستعتبهم بآية من آياته أمر الملك الموكل بالفلك أن يزيل الفلك الذي عليه مجاري الشمس والقمر والنجوم والكواكب، فيأمر الملك أولئك السبعين ألف ملك أن يزيلوا الفلك عن مجاريه قال فيزيلونه فتصير الشمس في البحر الذي يجري فيه الفلك فيطمس حرها ويغير لونها فإذا أراد الله أن يعظم الأية طمست الشمس في البحر على ما يحب الله أن يخوف خلقه بالآية فذلك عند شدة انكساف الشمس وكذلك يفعل بالقمر فإذا أراد الله أن يخرجهما ويردهما إلى مجريهما أمر الملك الموكل بالفلك أن يرد الشمس إلى مجريها فيرد الملك الفلك إلى مجراه فتخرج الماء وهي كدرة والقمر مثل ذلك ثم قال علي بن الحسين عليه السلام أنه لا يفزع لهما ولا يرهب إلا من كان من شيعتنا فإذا كان ذلك فافزعوا إلى الله وارجعوا.

قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام الأرض مسيرة خمسمائة عام الخراب منها مسيرة أربعمائة عام والعمران منها مسيرة عام والشمس ستون فرسخاً في ستين فرسخاً والقمر أربعون فرسخاً في أربعين فرسخاً بطونهما يضيئان لأهل السماء وظهورهما يضيئان لأهل الأرض والكواكب كأعظم جبل على الأرض وخلق الشمس قبل القمر، وقال سلام بن المستنير قلت لأبي جعفر عليه السلام لم صارت الشمس أحر من القمر؟ قال: إن الله خلق الشمس من نور النار وصفو الماء طبقاً من هذا وطبقاً من هذا حتى إذا صارت سبعة أطباق ألبسها الله لباساً من نار فمن هنالك صارت الشمس أحر من القمر، قلت فالقمر؟ قال إن الله خلق القمر من ضوء النار وصفو الماء طبقاً من هذا وطبقاً من هذا حتى إذا صارت سبعة أطباق ألبسها الله لباساً من ماء فمن هناك صار القمر أبرد من الشمس.