الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ }

{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير } فحكى أبي عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب وسوى الآخر عليه ثيابه فتضعضعت البراق فلطمها جبرائيل ثم قال لها اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله ولا يركبك بعده مثله قال فرقت به ورفعته ارتفاعا ليس بالكثير ومعه جبرائيل يريه الآيات من السماء والأرض قال فبينا أنا في مسيري إذ نادى مناد عن يميني يا محمد فلم أجبه ولم ألتفت إليه ثم ناداني مناد عن يساري يا محمد فلم أجبه ولم ألتفت إليه ثم استقبلتني امرأة كاشفة عن ذراعيها وعليها من كل زينة الدنيا فقالت يا محمد انظرني حتى اكلمك فلم ألتفت اليها ثم سرت فسمعت صوتاً أفزعني فجاوزت به فنزل بي جبرائيل، فقال صل فصليت فقال أتدري أين صليت؟ فقلت لا، فقال صليت بطيبة وإليها مهاجرتك، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي أنزل وصل فنزلت وصليت، فقال لي أتدري أين صليت؟ فقلت لا، فقال صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى تكليماً ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي أنزل فصل فنزلت وصليت فقال لي أتدري أين صليت؟ فقلت لا، قال صليت في بيت لحم بناحية بيت المقدس، حيث ولد عيسى بن مريم عليه السلام ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس فربطت البراق بالحلقة التي كانت الأنبياء تربط بها فدخلت المسجد ومعي جبرائيل إلى جنبي فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا إلي وأقمت الصلاة ولا أشك إلا وجبرائيل استقدمنا، فلما استووا أخذ جبرائيل عليه السلام بعضدي فقدمني فأممتهم ولا فخر، ثم أتانى الخازن بثلاث أواني، إناء فيه لبن وإناء فيه ماء وإناء فيه خمر، فسمعت قائلاً يقول إن أخذ الماء غرق وغرقت أمته، وإن أخذ الخمر غوى وغوت أمته وإن أخذ اللبن هدي وهديت أمته، فأخذت اللبن فشربت منه فقال جبرائيل هديت وهديت أمتك ثم قال لي ماذا رأيت في مسيرك؟ فقلت ناداني مناد عن يميني فقال لي أوأجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال ذاك داعي اليهود لو أجبته لتهودت أمتك من بعدك ثم قال ماذا رأيت؟ فقلت: ناداني مناد عن يساري فقال أوأجبته؟ فقلت: لا ولم ألتفت إليه، فقال ذاك داعي النصاري لو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك ثم ثم قال ماذا استقبلك؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة عن ذراعيها عليها من كل زينة فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلمك، فقال لي أفكلمتها؟ فقلت لم أكلمها ولم ألتفت إليها، فقال تلك الدنيا ولو كلمتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، ثم سمعت صوتاً أفزعني فقال جبرائيل: أتسمع يا محمد قلت نعم قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاماً فهذا حين استقرت، قالوا: فما ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قبض.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7