الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { إِنَّا كَفَيْنَاكَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ }

وقوله { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين } [94-95] فإنها نزلت بمكة بعد أن نبأ رسول الله صلى الله عليه وآله بثلاث سنين وذلك أن النبوة نزلت على رسول الله يوم الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلى الله عليه وآله ثم دخل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو يصلي وعلي عليه السلام بجنبه وكان مع أبي طالب عليه السلام جعفر فقال له أبو طالب صل جناح ابن عمك فوقف جعفر على يسار رسول الله صلى الله عليه وآله فبدر رسول الله صلى الله عليه وآله من بينهما فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي وعلي وجعفر وزيد بن حارثة وخديجة يأتمون به فلما أتى لذلك ثلاث سنين أنزل الله عليه: { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين } والمستهزؤن برسول الله صلى الله عليه وآله خمسة: الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد المطلب (المطلب ط) والأسود بن عبد يغوث والحرث بن طلاطلة الخزاعي، أما الوليد فكان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا عليه لما كان يبلغه من أذائه واستهزائه فقال اللهم أعم بصره واثكله بولده فعمي بصره وقتل ولده ببدر (وكذلك دعا على الأسود بن يغوث والحارث بن طلاطلة ط) فمر الوليد بن المغيرة برسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جبرائيل عليه السلام فقال جبرائيل: يا محمد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين بك؟ قال: نعم وقد كان مر برجل من خزاعة وهو يريش نبالاً له فوطى على بعضها فأصاب عقبه قطعة من ذلك فدميت فلما مر بجبرائيل أشار إلى ذلك الموضع فرجع الوليد إلى منزله ونام على سريره وكانت ابنته نائمة أسفل منه فانفجر الموضع الذي أشار إليه جبرائيل أسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار إلى فراش ابنته فانتبهت فقالت الجارية انحل وكاء القربة، قال ما هذا وكاء القربة ولكنه دم أبيك فاجمعي لي ولدي وولد أخي فإني ميت، فجمعتهم فقال لعبد الله بن أبي ربيعة إن عمارة بن الوليد بأرض الحبشة بدار مضيعة فخذ كتاباً من محمد إلى النجاشي أن يرده ثم قال لابنه هاشم وهو أصغر أولاده يا بني أوصيك بخمس خصال فاحفظها: أوصيك بقتل أبي درهم الدوسي فإنه غلبني على امرأتي وهي بنته ولو تركها وبعلها كانت تلد لي ابناً مثلك ودمي في خزاعة وما تعمدوا قتلي وأخاف أن تنسوا بعدي ودمي في بني خزيمة بن عامر ودياتي (رثاثي ك ودياني خ ل) في ثقيف فخذه ولأسقف نجران علي مائتا دينار فأقضها ثم فاضت نفسه ومر ربيعة بن الأسود برسول الله صلى الله عليه وآله فأشار جبرائيل إلى بصره فعمي ومات، ومر به الأسود بن عبد يغوث فأشار جبرائيل إلى بطنه فلم يزل يستسقي حتى انشق بطنه، ومر العاص بن وائل فأشار جبرائيل إلى رجليه فدخل عود في أخمص قدمه وخرج من ظاهره ومات ومر به الحرث ابن طلاطلة فأشار جبرائيل إلى وجهه فخرج إلى جبال تهامة فأصابته من السماء ديم استسقى حتى انشق بطنه وهو قوله الله: { إنا كفيناك المستهزئين }.

السابقالتالي
2 3