الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ }

قوله: { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة } قال: إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم فنردهم ونعذبهم { ليقولن ما يحبسه } أي: يقولون أما لا يقوم القائم ولا يخرج، على حد الاستهزاء فقال الله: { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن } أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن حسان عن هشام بن عمار عن أبيه وكان من أصحاب علي عليه السلام عن علي عليه السلام في قوله تعالى: { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه } قال: الأمة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر، قال علي بن إبراهيم والأمة في كتاب الله على وجوه كثيرة فمنه المذهب وهو قوله: { كان الناس أمة واحدة } أي: على مذهب واحد، ومنه الجماعة من الناس وهو قوله: { وجد عليه أمة من الناس يسقون } أي: جماعة، ومنه الواحد قد سماه الله أمة قوله: { إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً } ومنه جميع أجناس الحيوان وهو قوله: { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } ومنه أمة محمد صلى الله عليه وآله وهو قوله { وكذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم } وهي أمة محمد صلى الله عليه وآله ومنه الوقت وهو قوله: { وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة } أي: بعد وقت وقوله: إلى أمة معدودة، يعني به الوقت ومنه الخلق كله وهو قوله: { وترى كل أمة جاثية وكل أمة تدعى إلى كتابها } ، وقوله: { يوم نبعث من كل أمة شهيداً ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون } ومثله كثير.