الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } * { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ } * { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } * { يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } * { وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيۤءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ } * { وَجَآءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ قَالَ يٰقَوْمِ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللًّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ }

قال لها جبرائيل { أتعجبين من أمر الله ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاء‌ته البشرى } [73-74] بإسحاق أقبل يجادل كما حكى الله عز وجل: { يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب } [74-75] فقال إبراهيم لجبرائيل بما إذا أرسلت قال: بهلاك قوم لوط فقال إبراهيم: { إن فيها لوطاً } قال جبرائيل نحن أعلم بمن فيها لننجيه وأهل: { إلا امرأته كانت من الغابرين } قال إبراهيم يا جبرائيل إن كان في المدينة مائة رجل من المؤمنين يهلكهم الله قال: لا قال: فإن كان فيهم خمسون قال: لا قال فإن كان فيهم عشرة رجال قال: لا قال: فإن كان واحد قال: لا وهو قوله فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين فقال إبراهيم يا جبرئيل راجع ربك فيهم فأوحى الله كلمح البصر { يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم ءاتيهم عذاب غير مردود } [76] فخرجوا من عند إبراهيم عليه السلام فوقفوا على لوط في ذلك الوقت وهو يسقي زرعه فقال لهم لوط من أنتم قالوا: نحن أبناء السبيل أضفنا الليلة، فقال لهم يا قوم إن أهل هذه القرية قوم سوء لعنهم الله وأهلكهم ينكحون الرجال ويأخذون الأموال فقالوا فقد أبطأنا فأضفنا فجاء لوط إلى أهله وكانت منهم فقال لها إنه قد أتاني أضياف في هذه الليلة فاكتمي عليهم حتى أعفو عنك جميع ما كان منك إلى هذا الوقت، قالت افعل وكانت العلامة بينها وبين قومها إذا كان عند لوط أضياف بالنهار تدخن فوق السطح وإذا كان بالليل توقد النار، فلما دخل جبرائيل والملائكة معه بيت لوط عليه السلام وثبت امرأته على السطح فأوقدت ناراً فعلم أهل القرية وأقبلوا إليه من كل ناحية كما حكى الله عزوجل: { وجاء‌ه قومه يهرعون إليه } [78] أي: يسرعون ويعدون فلما صاروا إلى باب البيت قالوا يا لوط أو لم ننهك عن العالمين فقال لهم كما حكى الله: { هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد }.