الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } * { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } * { ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ } * { ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } * { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } * { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } * { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } * { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } * { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ } * { عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } * { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } * { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } * { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } * { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } * { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } * { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب }

اللغة: العلق جمع علقة وهي القطعة الجامدة من الدم التي تعلق لرطوبتها بما تمرّ به فإذا جفّت لا تسمى علقة والعلق ضرب من الدود أسود لأنه يعلق على العضو فيمتص منه الدم والرجعى الرجوع والمرجع واحد والسفع الجذب الشديد يقال سفعت بالشيء إذا قبضت عليه وجذبته جذباً شديداً وسفعته النار والشمس إذا غيّرت وجهه إلى حال تشويه ومنه الحديث: " ليصيبن أقواماً سفع من النار " أي تشويه خلقة والناصية شعر مقدم الرأس سميت بذلك لأنها متصلة بالرأس من قولهم ناصى يناصي مناصاة إذا وصل قال الراجز:
قِـــيٌّ تُناصِيهـــا بِـــــــــــلادٌ قِـــيُّ   
النادي مجلس أهل النادي ثم كثر فسمي كل مجلس نادياً وواحد الزبانية زبينة عن أبي عبيدة وزبنى عن الكسائي وزابن عن الأخفش أخذ من الزبن وهو الدفع والناقة تزبن الحالب أي تركضه برجلها قال الشاعر:
وَمُستَعْجِبٍ مِمّا يَرى مِنْ أَناتِنا   وَلَوْ زَبَنَتْــهُ الحَرْبُ لَمْ يترمرمِ
الإِعراب: { خلق الإِنسان من علق } تخصيص بعد تعميم ألا ترى أن قوله { خلق الإِنسان } بعد قوله خلق خصوص بعد عموم فهو مثل قوله { يؤمنون بالغيب } ثم قال وبالآخرة هم يوقنون فخصص الآخرة بعد ذكر الغيب الذي هو عام لكل ما غاب عنا وعكسه قول لبيد:
وَهُمُ الْعَشِيرَةُ أَنْ يُبَطِّىء حاسِدٌ   أَو أَنْ يَلُـومَ بِحاجَــةٍ لَوَّامُهـا
ألا ترى أن اللوم أعم من التبطئة لأن التبطئة نسبة قوم إلى البطء فهذا بعض اللوم وقوله { إن الإِنسان ليطغى أن رآه استغنى } الضمير المستكن في رآه عائد إلى الضمير المستكن في يطغى والهاء في رآه عائد إلى الضمير المستكن فيه وإنما جاز أن يعود الضمير المنصوب إلى ضمير الفاعل في باب علمت وأخواتها من غير ذكر النفس لدخول هذه الأفعال على المبتدأ والخبر والخبر هو نفس المبتدأ فتقول علمتني وحسبتني أفعل كذا ولا يجوز في غيرها إلا بواسطة النفس تقول ضربت نفسي ولا تقول ضربتني وإن رآه في محل نصب لأنه مفعول له واستغنى جملة في موضع النصب لكونها مفعولة ثانية لرآه والتقدير لأن رآه مستغنياً. ناصية بدل من الناصية أي بناصية كاذبة خاطئة ومعناه بناصية صاحبها كاذب خاطىء يقال فلان نهاره صائم وليله قائم أي هو صائم في نهاره وقائم في ليله. { فليدع ناديه } أي أهل ناديه فحذف المضاف. والنون في لنسفعن نون التأكيد الخفيفة والاختيار عند البصريين أن تكتب بالألف لأن الوقف عليها بالألف واختار الكوفيون أن تكتب بالنون لأنها نون في الحقيقة. المعنى: { اقرأ باسم ربك } هذا أمر من الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ باسم ربه وأن يدعوه بأسمائه الحسنى وفي تعظيم الاسم تعظيم المسمى لأن الاسم ذكر المسمى بما يخصّه فلا سبيل إلى تعظيمه إلا بمعناه ولهذا لا يعظم اسم الله حق تعظيمه إلا من هو عارف به ومعتقد عبادته ولهذا قال سبحانه

السابقالتالي
2 3 4 5