الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } * { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } * { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } * { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } * { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ } * { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } * { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } * { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }

القراءة: قرأ أبو جعفر لبَّدا بالتشديد والباقون بالتخفيف وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي فكَّ رقبة أو أطعم والباقون فكُّ رقبة بالرفع والإضافة أو إطعام بالتنوين وقرأ أبو عمرو وأهل الكوفة غير عاصم مؤصدة بالهمزة والباقون بغير همزة ويعقوب مختلف عنه وفي الشواذ قراءة الحسن { في يوم ذا مسغبة } الحجة: لبد يجوز أن يكون واحداً على وزن زُمَّل وجُبّاً ويجوز أن يكون جمعاً فيكون جمع لابد وأما قوله { فك رقبة أو إطعام } فقد قال أبو علي: المعنى فيه وما أدراك ما اقتحام العقبة فك رقبة أو اطعام أي اقتحامها أحد هذين أو هذا الضرب من فعل القرب فلو لم تقدره وتركت الكلام على ظاهره كان المعنى العقبة فك رقبة ولا تكون العقبة الفك لأنه عين والفك حدث والخبر ينبغي أن يكون المبتدأ في المعنى ومثل هذا قولهوما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة } [الهمزة: 5] أي الحطمة نار الله ومثلهوما أدراك ماهيه نار حامية } [القارعة: 11] وكذلك قوله:وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } [القارعة: 3 - 4] والمعنى القارعة يوم يكون الناس لأن القارعة مصدر فيكون اسم الزمان خبراً عنه فهذه الجمل من الابتداء والخبر تفسير لهذه الأشياء المتقدم ذكرها من اقتحام العقبة والحطمة والقارعة. كما أن قوله تعالى { لهم مغفرة وأجر عظيم } تفسير للوعد وقوله { فلا اقتحم العقبة } معناه فلم يقتحم وإذا كانت لا بمعنى لم لم يلزم تكريرها كما لا يلزم التكرير مع لم فإن تكررت في موضع نحو فلا صدَّق ولا صلّى فهو كتكرير لم في قولهلم يسرفوا ولم يقتروا } [الفرقان: 67] وقوله { ثم كان من الذين آمنوا } أي كان مقتحم العقبة وفكاك الرقبة من الذين آمنوا فإنه إذا لم يكن منهم لم ينفعه قربه وجاز وصف اليوم بقوله { ذي مسغبة } كما جاز أن يقال ليله نائم ونهاره صائم ونحو ذلك. ومن قرأ فكَّ رقبة أو أطعم فإنه يجوز أن يكون ما ذكر من الفعل تفسيراً لاقتحام العقبة فإن قلت أن هذا الضرب لم يفسّر بالفعل وإنما فسّر بالابتداء والخبر كقولهنار الله الموقدة } [الهمزة: 6] وقولهنار حامية } [القارعة: 11] فهلا رجحت القراءة الأخرى قيل إنه قد يمكن أن يكون كذبت ثمود وعاد بالقارعة تفسيراً لقوله { وما أدراك ما القارعة } على المعنى وقد جاء أن مثل عيسى عند الله كمثل آدم وفسّر المثل بقوله { خلقه من تراب } وزعموا أن أبا عمرو احتج بقوله ثم كان من الذين آمنوا لقراءة فكَّ رقبة كأنه لما كان فعلاً وجب أن يكون المعطوف عليه مثله وقد يجوز أن يكون ذلك كالقطع من الأول والاستئناف كأنه أعلم أن فكاك الرقبة من الرق بأن كان من الذين آمنوا لأنه بالإيمان يحرز ثواب ذلك ويحوزه فإذا لم ينضم الإيمان إلى فعل القرب التي تقدم ذكرها لم ينفع ذلك والتقدير ثم كونه من الذين آمنوا فجاء هذا مجيء قوله سبحانه

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8